کد مطلب:241017 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:123

ما کانت نفقتک إلا فی کمک
روی الشیخ الصدوق قال حدثنا الحاكم أبوعلی الحسین بن أحمد البیهقی قال: حدثنی محمد بن یحیی الصولی قال: حدثنی عون بن محمد الكندی قال: حدثنا أبوالحسین محمد بن أبی عباد قال:

«لما كان من أمر الفضل بن سهل ما كان و قتل، دخل المأمون إلی الرضا علیه السلام یبكی و قال له: هذا وقت حاجتی إلیك یا أبالحسن فتنظر فی الأمر و تعیننی، فقال له: علیك التدبیر یا أمیرالمؤمنین و علینا الدعاء، قال: فلما خرج المأمون قلت للرضا علیه السلام: لم أخرت أعزك الله ما قاله لك أمیرالمؤمنین و أبیته؟ فقال: و یحك یا أباحسن لست من هذا الأمر فی شی ء قال: فرآنی قد اغتممت فقال لی: و مالك فی هذا لو آل الأمر إلی ما تقول و أنت منی كما أنت علیه الآن، ما كانت نففتك إلا فی كمك و كنت كواحد من الناس» [1] .

قال الشیخ المجلسی بیان:

قوله علیه السلام: «ما كانت نفقتك إلا فی كمك» كنایة عن قلتها بحیث یقدر أن یحملها معه فی كمه، أو عن كونها حاضرة له لایتعب فی تحصیلها، و الأول أظهر. [2] .

من یوم قبول ولایة العهد و الشروط التی ذكرت فی ضمنه بأن لایتصر ف فی شؤون الدولة من وضع أو رفع أو غیره أنه علیه السلام لم یملك الحریة الكاملة الكافیة فی الحكم علی ما یری علیه السلام طبقا لأحكام الإسلام بل لابد من صدور الحكم وفق النفع العائد إلی المأمون و فی غیر هذا الفرض كان الإمام مهددا كما هو كذلك فی الأحكام الدولیة من اختصاص الحقوق بالدولة و عوائدها و بغیرها من أفراد الرعیة مالم یكن أدنی تزاحم ها و أین هذا من حكم الله عزوجل الذی لم یراع وراء الحكم



[ صفحه 419]



السماوی الخالص شی ء و لایراد بذلك إلا الله تعالی و من ثم لم یقبل علیه السلام ولایة العهد بطوع رغبته و لو لاأنه كان مهددا بالقتل بالرفض لرفضها، ولكنه تجلبب بالصبر كما صبر آباؤه علیهم السلام.

قوله علیه السلام: «و یحك یا أبالحسن لست من هذا الأمر فی شی ء» هو الرجل الذی كان مع الإمام علیه السلام [3] لایعلم ما یقصد من وراء كلام المأمون من طلب نظر الإمام فی الأمر و أنه یرید خداعه بالتدخل فی شؤون الملك لیصرف وجوه الناس عنه و لو كان المأمون صادقا لتاب إلی الله عزوجل و خلع نفسه من الخلافة خلعا صادقا و أعلم الناس بذلك و صار كأحدهم و لكن هیهات لم یخطر بباله بل ولن یرضی التحدث بذلك فضلا عن الإقدام.

و كلمة «ما كانت نفتك إلا فی كمك» صالحة للتمثل للقلة إن لم یكن هو من المثل السائر و الله العالم.



[ صفحه 420]




[1] عيون الأخبار 162:2، باب 40، البحار 171:49.

[2] المصدر.

[3] لعل الصحيح «و يحك يا أباحسين» لأن المذكور في سند الحديث الراوي الأخير هو أبوالحسين بن أبي عباد و لم يكن ذكر فيه لرجل يكني بأبي الحسن فتدبر.